الإبادة الجماعية للإيزيديين
لدى الإيزيديين تاريخ طويل وعميق من الإبادة الجماعية. على مر التاريخ، واجهوا 74 مرسومًا للإبادة الجماعية من قبل العديد من القوى الحاكمة، بما في ذلك تنظيم داعش الإرهابي. على سبيل المثال، في عام 1714، عندما هاجم جنود الخليفة في الإمبراطورية العثمانية منطقة سنجار باسم الجهاد، قاموا بمجزرة بحق الإيزيديين، وأسروا النساء والفتيات والأطفال، وارتكبوا أعمالاً شنيعة. تم تكرار هذا الجرائم من قبل داعش في الأزمنة الحديثة.
هذه الفظائع ضد الأكراد الإيزيديين كانت دائماً تؤدي إلى الموت والإبادة الجماعية؛ بسبب دينهم وقوميتهم ولغتهم الكردية الأم. الإيزيديون، المعروفون أيضًا باسم اليزيديون أو الإيزيديون (بالكردية: ئێزیدی، Êzîdî)، (Êzîdîs or Yezidis)، هم أكراد أصليون في المنطقة. الديانة الإيزيدية هي إحدى أقدم الأديان في كردستان وبلاد ما بين النهرين. الإيزيدية هي عقيدة توحيدية تعتمد على الإيمان بإله واحد خلق العالم وتحت إشراف سبعة كائنات مقدسة تُعرف غالبًا بالملائكة أو الأسرار السبع. من بينهم يوجد الملك، المعروف بملك طاووس.
تُمارَس هذه الديانة في كردستان العراق وسوريا وتركيا وجورجيا وأرمينيا وأوكرانيا وروسيا. يعيش العديد من الإيزيديين كلاجئين في أوروبا والولايات المتحدة. الإيزيديون لقد عاشوا في سنجار لآلاف السنين، مما جعلها موطنهم، حيث يعود تاريخ سنجار إلى القرن الثالث قبل الميلاد.
على مر التاريخ، واجه الأكراد الإيزيديون العديد من المآسي والإبادات الجماعية. تم فرض أكثر من 70 مرسومًا عليهم، وقدموا تضحيات كبيرة من أجل أمتهم ودينهم وبلدهم. أظهر التاريخ مجددا بوضوح أنه على الرغم من أن جرائم الأنفال ارتكبها البعثيون، ما يُقَام به اليوم من قبل إرهابيي دولة العراق والشام (داعش) ضد الأكراد والإيزيديين والشبك والكاكائيين والمسيحيين، بما في ذلك الإبادة الجماعية ونهب الممتلكات واختطاف النساء والتهجير الجماعي وتدمير بيئتهم الاجتماعية وكنائسهم والتحول الديني القسري، ليس إلا إبادة جماعية أخرى تُرتكب ضد شعبنا، مشابهة لنظام البعث. إذا كان نظام البعث قد ارتكب المجازر ضد الأكراد بالغازات الكيميائية والقتل الجماعي بالأمس، فإن داعش اليوم ترتكب نفس الجريمة البشعة بأخذ الرهائن ثم قتل أكبر عدد ممكن من الناس. حيثما ذهبت داعش، تركت مثل البعثيين، مدنًا وقرى مدمرة والعديد من المقابر الجماعية لنا.
جرائم داعش في سنجار
سنجار (بالعربية: سنجار، بالرومانية: Sinjār؛ بالكردية: شنگال، هي بلدة في قضاء سنجار بمحافظة نينوى في شمال العراق. تقع على بعد حوالي خمسة كيلومترات جنوب جبال سنجار. إحدى المناطق المتنازع عليها بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان
سيطر إرهابيو داعش على محافظة نينوى في 9 يونيو 2014، واحتلوا منطقة سنجار في 3 أغسطس 2014. نتيجة لهذا الاحتلال، تشرد أكثر من نصف مليون من الأكراد الإيزيديين، حيث علق حوالي 150,000 منهم على جبل سنجار لأكثر من 10 أيام بدون ماء أو طعام. تشرد حوالي 350,000 شخص إلى إقليم كردستان وتركيا وسوريا. منذ بداية الاحتلال، وفقًا لهذه الإحصائيات، قُتل 1293 شخصًا في الأيام الأولى من الهجوم على سنجار ومحيطها، بما في ذلك دفن 400 رجل، شباب وشيوخ، في مقبرة جماعية في قرية كوجو بعد إطلاق النار عليهم. خُطِف النساء والفتيات والأطفال. ثم بدأوا بفصل النساء عن الرجال، وإخضاعهم للتعذيب الجنسي، وإرسالهم قسراً إلى المواقع التي يسيطرون عليها، وشرائهم وبيعهم، على غرار عصر العبودية. تم إجبار الكثيرين على اعتناق الإسلام. توفي أكثر من 600 شخص، بما في ذلك كبار السن والأطفال والنساء، بسبب الجوع والعطش والإرهاق في الطريق. حاول داعش بتدمير معابدا وموقعاً ديني للأكراد الإيزيديين، بعضها يعود تاريخه إلى آلاف السنين، القضاء على ثقافة وتاريخ الأكراد الإيزيديين والمجتمعات الأخرى. وفقًا لأحدث الإحصائيات من مكتب تحرير الأكراد الإيزيديين من قبضة داعش، المسجلة في أغسطس 2023، تم اكتشاف 119 قبرًا حتى الآن، بما في ذلك 82 مقبرة جماعية و37 مقبرة فردية للأكراد الإيزيديين في سنجار. كان عدد الأشخاص الذين خطفهم داعش في 3 أغسطس 2014، 6,417 شخصًا، منهم 3,548 امرأة و2,869 رجلًا. من بين هؤلاء، تم إنقاذ 3,570 شخصًا 1,208 نساء، 339 رجلًا، 1,066 فتاة، و957 صبيًا. وفقًا لإحصائيات مكتب تحرير الأكراد الإيزيديين من داعش، يبلغ عدد القتلى على يد داعش حوالي 5,000 شخص. يقول مكتب إنقاذ الأكراد الإيزيديين إن داعش دمرت 68 مزارًا وموقعًا للحج خلال احتلال سنجار ومحيطها.
قرارات حكومة إقليم كردستان و برلمان کردستان:
عقب جرائم داعش، أصدر مجلس وزراء كردستان عدة قرارات:
١. شُكِّلَت لجنة عليا للإبادة الجماعية للاعتراف رسميًا بجرائم داعش ضد الأكراد الإيزيديين والأمم والمجتمعات الدينية في سهل نينوى، بهدف تقديم قضية إبادة الإيزيديين إلى المحكمة الدولية للعدل، على نحو خاص أو مختلط.
٢. أُنْشِئ هیئة تحقيق لجمع الوثائق والأدلة وتقديم العلاج في محافظة دهوك.
٣. أُنْشِئ مكتباً خاصاً لشؤون الإيزيديين وتحرير المختطفين.
4. وزارة الشهداء وشؤون ضحايا الأنفال، ضمن إطار الفريق الوطني للقبور الجماعية في جمهورية العراق الاتحادية، تتعاون في حفر القبور الجماعية.
٥. وقعت حكومة إقليم كردستان (KRG) اتفاقية مع ولاية بادن-فورتمبرغ الألمانية، من خلال مكتب العلاقات الخارجية، لإرسال 1200 فتاة وامرأة إيزيدية أُنْقِذْن من داعش إلى ألمانيا للعلاج النفسي، وأُرْسِلْن على عدة دفعات.
٦. قرار برلمان كوردستان رقم (11) لسنة 2019، تحدید يوم 3/8/2014 يوم الإبادة الجماعية للإيزيديين.
الأسباب الموجبة
بغية تحقيق العدالة وضمان الحقوق والامتيازات والتعويض والتخفيف من آثار جرائم الإبادة الجماعية (الجينوسايد للإيزيديين المرتكبة من قبل المنظمة الإرهابية الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروفة بـ (داعش)، ومن أجل إحياء ذلك وتكريماً للضحايا، فقد صدر هذا القرار.
مجلس النواب العراق:
– قانون ” الناجيات الايزيديات ” رقم (٨) لسنة .٢٠٢١
لاسباب الموجبة
تعد الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش ضد الايزيديين وباقي المكونات من (المسيحيين والتركمان والشبك) جريمة ابادة جماعية وجرائم ضد الانسانية ونظراً لما افرزته هذه الجرائم من اضرار جسدية ونفسية واجتماعية ومادية على كافة الضحايا خاصة من النساء والاطفال وبغية معالجة هذه الاضرار والاثار السلبية المترتبة عليها ومن اجل منح الحقوق اللازمة للناجيات والمشمولين باحكام هذا القانون واعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع وكجبر ضرر وتعويض لما لحق بهم وبالناجيات منهن على وجه الخصوص وحمايتهم وحماية مناطقهم. شُرع هــذا القانــون.
انعكاس الإبادة الجماعية للإيزيديين في المجتمع الدولي
كان لإبادة الإيزيديين صدى واسع في المجتمع الدولي، مما أدى إلى تشكيل قوة تحالف دولية لمحاربة داعش، بما في ذلك العراق وكردستان. في الوقت ذاته، أعلنت المنظمات الدولية وبعض الدول، بما في ذلك ألمانيا وبريطانيا، هذه الجريمة كإبادة جماعية، واتخذت إجراءات تؤثر في مستقبلهم ومسألة التعويض.
وكذلك، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عام 2017 القرار (2379) للتحقيق في جرائم داعش من خلال يونيتاد. قدمت حكومة إقليم كردستان، من خلال اللجنة العليا للإبادة الجماعية، المساعدة لفريق التحقيق الدولي في تحقيق جرائم داعش. زار فريق يونيتاد فريق التحقيق وتوثيق الوثائق في دهوك، وأجرى أيضاً لقاءات مع لجنة عليا للإبادة الجماعية الإيزيديين. يعمل هذا الفريق حالياً على هذه المسألة في العراق وكردستان، ومُدِّدَت فترة عملهم لعام آخر حتى عام 2025.
نفذت داعش جميع مراحل الإبادة الجماعية في سنجار، والتي تشمل:
١. الهجوم على الأكراد الإيزيديين في سنجار وفرارهم إلى جبال سنجار ومحاصرتهم بهدف القضاء عليهم وقتلهم، حيث فقد العديد من النساء والأطفال وكبار السن والمعاقين حياتهم؛ بسبب الخوف والإرهاق والجوع.
٢. شُنت حرب نفسية ضد الأشخاص الذين فروا إلى جبل سنجار لعدة أيام بدون طعام أو دواء أو الاحتياجات الأساسية، وكانوا بلا علم بمصير عائلاتهم.
٣. حُوِّل الإيزيديين إلى الإسلام قسرًا من قبل إرهابيي داعش.
٤. المذابح الجماعية للمدنيين الأبرياء وإخفاؤهم في مقابر جماعية.
٥. فصل النساء والفتيات الإيزيديات عن عائلاتهن بعد المذبحة الجماعية لأزواجهن.
٦. الاستغلال والعنف الجنسي ضد الفتيات والنساء الإيزيديات، المشار إليه بـ”جهاد النكاح”، يمثل عودة إلى نظام العبودية، مع الشراء والبيع والتبادل الصريح لهم بين بعضهم البعض والآخرين كجواري وعبيد.
٧. تم فصل النساء عن الرجال بهدف الحرب النفسية والقضاء على نسل الإيزيديين، ومنع التكاثر. فور القبض عليهم، أُعْدِم الأولاد والرجال الإيزيديون الشباب من قبل فرقة الإعدام ودفنهم أحياء.
٨. تدمير المواقع الدينية والمقدسة للأكراد الإيزيديين بما في ذلك المعابد بهدف محو الثقافة والعادات والدين الإيزيدي.
تقع هذه الجرائم تحت اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 بشأن منع الإبادة الجماعية. منذ تسع سنوات، عانى الإيزيديون بشدة من قبل تنظيم داعش، ولا يزالون يشعرون بالآثار السلبية حتى اليوم. لذلك، العدالة والمساءلة ضرورية لكل من دُمرت حياتهم الطبيعية وتعطلت، وفقدوا أقاربهم، وستستمر الجهود لضمان العدالة والمساءلة.
كان عدد الأكراد الإيزيديين في العراق قبل القتال ضد داعش في 3 أغسطس 2014، 500,000 شخص. 65,282 عائلة من لاجئي سنجار يعيشون في مخيمات في محافظة دهوك، عدد يبلغ 330,859 شخصًا. وقد هاجر قريب من 120,000 شخص أيضًا إلى الخارج.
لذا، يجب على الأطراف المعنية في حكومة إقليم كردستان والحكومة العراقية والمجتمع الدولي تسريع خطواتهم لتحقيق ما يلي:
تحقيق العدالة للإيزيديين.
إنقاذ الإيزيديين، وخاصة #النساء_والفتيات_الإيزيديات، وإعادتهم إلى الحياة الطبيعية.
ضمان الأمن الوطني للإيزيديين.
حفر #المقابر_الجماعية.
إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة الجناة.
ضمان مستقبل متناغم وإعادة الإعمار وعودة الناس إلى وطنهم في سنجار والمناطق المحيطة.
#التعويض المادي والمعنوي.