الهجمات الكيميائية في كردستان – 1988
إحدى أشد الجرائم في تاريخ الدولة العراقية في عهد نظام البعث كان استخدام الأسلحة الكيميائية، التي حُظِرَت في عام 1925 بموجب اتفاقية جنيف. بروتوكول جنيف، المعروف أيضاً باسم اتفاقية جنيف أو قانون جنيف، هو تنظيم يحظر استخدام الغازات الخانقة والسامة وغيرها من الغازات، والحرب البكتيريولوجية. تم تبني هذا القانون في 17 يونيو 1925، ودخل حيز التنفيذ في 8 فبراير 1928، حيث يحظر استخدام الأسلحة الكيميائية بأي شكل من الأشكال. انضمت الحكومة العراقية إلى بروتوكول جنيف 1925 في عام 1931، مع الاحتفاظ بأنها لن تعتبر نفسها ملزمة بالبروتوكول إذا استخدم الطرف المعادي أولاً الأسلحة الكيميائية. ومع ذلك، كانت العراق هي من بدأت باستخدام الأسلحة الكيميائية.
لقد تجاهلت الحكومة العراقية باستمرار قرارات المجتمع الدولي ولم تلتزم بأي مبادئ دولية، وارتكبت جرائم ضد الإنسانية دون تردد. حتى لم ينكر كبار المسؤولين في هذا النظام استخدام هذه الأسلحة. لقد اعتبروا استخدام أسلحة أكبر وأكثر تدميراً مشروعاً. في الواقع، بدأت الحكومة العراقية أنشطتها البحثية المتعلقة بتطوير الأسلحة الكيميائية في أوائل السبعينيات، ووضعتها موضع التنفيذ في عام 1982، قادرة على إنتاج أنواع مختلفة من العوامل الكيميائية بما في ذلك العوامل المثيرة للبثور (غاز الخردل) والعوامل العصبية (غاز تابون، سارين وغاز VX). اُسْتُخْدِمَت خلال الحرب مع إيران وضد الشعب الكردي من عام 1984 إلى 1988.
أُصْدِر العديد من الوثائق في عهد نظام البعث في العراق، تناقش إبادة الشعب الكردي، بما في ذلك الوثائق حول الهجمات الكيميائية في كردستان. بناءً على وثائق نظام البعث وشهادات هذه الجريمة، نهدف إلى تحديد بالتفصيل أيام وأشهر وسنوات القصف الكيميائي في المناطق والأماكن الكردية.
ومع ذلك، بسبب عدم تسجيل لحظات الهجمات الكيميائية، للأسف ليس واضحًا العدد الدقيق للضحايا، لكننا بذلنا قصارى جهدنا لمتابعة الأمر. هذا يتطلب جهداً ووقتاً. لن نستسلم حتى يكون لدينا قاعدة بيانات شاملة حول هذا الموضوع. كما ذكرنا سابقًا، أمر نظام البعث باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد الشعب الكردي تحت أعلى قيادة حينئذ، صدام حسين، وأعطى الضوء الأخضر لقواته المسلحة في الحرب مع إيران. تحمل الشعب الكردي نصيبًا كبيرًا من الهجمات الكيميائية في عام 1988.
في كتاب بعنوان “نقد وبحث حرب إيران والعراق” بعد الحرب الخليجية الثانية، أُجْرِيَت دراسة من قبل خبراء وباحثين في العراق وتقديم تقرير إلى الأمم المتحدة، يشير إلى 207 شركات دولية من أمريكا وروسيا والأرجنتين لتسليح العراق، بما في ذلك (ألمانيا، إسبانيا، إيطاليا، بريطانيا، البرازيل، بلجيكا، جيرسي، فرنسا، اليابان، الهند، هولندا، موناكو، مصر، بولندا، السويد، سويسرا، واليونان.
أعلن رولف إيكيوس، رئيس سابق لمفتشي الأمم المتحدة في العراق، أن مجلس الأمن في عام 1993 طلب من مفتشي الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم الكشف عن هويات هذه الشركات. 90% منها كانت أوروبية وأمريكية، بينما كان 10% الباقي من دول أخرى. كأحد أهم الأدلة على تعاون الشركات الغربية مع برنامج الأسلحة الكيميائية العراقي، يمكن
الإشارة إلى محاكمة فرانس فان أنرات في محاكم هولندا في عام 2004. وجدت المحكمة أن الجرائم المنسوبة إليه (بما في ذلك التواطؤ في جرائم الحرب والتواطؤ في الإبادة الجماعية) ثابتة بسبب بيع عدة آلاف من الأطنان من المواد الخام لإنتاج الغازات الخردل والأعصاب من قبل فان أنرات إلى العراق في ثمانينيات القرن الماضي.
كما عبر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن قلقه العميق إزاء النتائج التي توصلت إليها اللجان الخبيرة بشأن استخدام العراق للأسلحة الكيميائية، وأدان هذا الفعل بشدة من خلال إصدار القرار 612 (بتاريخ 9 مايو 1988) والقرار 620 (بتاريخ 26 أغسطس 1988).
بیانات و معلومات عن الهجمات الكيميائية في كردستان – 1988
- في 25/2/1988، قُصِف قرى سرکلو، ياخسمر، هلدن، وکويزيله في محافظة السليمانية. عشرات الإصابات بالأسلحة الكيميائية.
- في 26/2/1988، في محافظة السليمانية، نفس المنطقة والقرى (سرکلو، ياخسمر، هلدن، کويزيله) تعرضت للقصف الكيميائي، مما أسفر عن 8 شهداء و201 جريح.
- في 27/02/1988، في محافظة السليمانية، تعرضت قرى تكية، بلكجار، بلخه، وکومته في منطقة قره داغ للقصف الكيميائي من قبل طائرات النظام الحربية التي بلغ عددها 6 طائرات. أسفر الهجوم عن 40 جريحًا من البيشمركة وشهيدين.
- في 16/3/1988، تعرضت منطقة حلبجة والبلدات والقرى المحيطة بها للقصف بالأسلحة الكيميائية (5000 شهيد) و10000 جريح ونازح إلى إيران.
في 22/3/1988، في محافظة السليمانية، منطقة قره داغ، تعرضت قرية سوسينان للقصف بالصواريخ والأسلحة الكيميائية (السارين والتابون) من قبل النظام من قرية كاني سرد بالقرب من دربندخان، مما أسفر عن مقتل 68 مدنيًا بينهم نساء وأطفال ومسنون، وإصابة مئات.
في 23/3/1988، تعرضت قرى منطقة قره داغ (دوكان، دوكرو، وليان، جافران) للقصف بالأسلحة الكيميائية.”
في 23 مارس 1988، تعرضت قرية شاناخسه في منطقة شارباژير في محافظة السليمانية للقصف الكيميائي، مما أسفر عن استشهاد 22 مقاتلاً وأكثر من 720 مدنيًا ومقاتلاً آخرين جراء الإصابة.
في 24 مارس 1988، في محافظة السليمانية، تعرضت قرية بلكجار في منطقة قره داغ للقصف بأسلحة كيميائية من غازات الأعصاب.
في 3 مايو 1988، في محافظة السليمانية، تعرضت القرى التالية للقصف الكيميائي: گوپ تبة، عسكر، چمي ريزان، شونكا، ماهيله، سدي، چنار، شيخان، گل شير، حاجي ژيرابرا، كوچبلاخ، زرزي، كليسه، وذلك مما أدى إلى وفاة 200 شخص وإصابة مئات آخرين. في اليوم التالي، قام نظام البعث بتسوية هذه القرى بالأرض.
في 15 مايو 1988، تعرضت قرى (کاموساک، اسپیندارە، علیاوا، بركة، کواکیان، حرير، سماقولی، ملوک) في محافظة أربيل للقصف الكيميائي، مما أدى إلى إصابة مئات الأشخاص.
من 15 مايو إلى 18 مايو 1988، تعرضت قرى ورە، گلان وبوته في محافظة السليمانية/رانية للقصف الكيميائي. في قرية وره وحدها، لقي 36 قرويا حتفهم بسبب الأسلحة الكيميائية، وأصيب أكثر من 35 آخرين. في قرية بوته، هاجم حزب الكوملة العاملين بالأسلحة الكيميائية، مما أسفر عن استشهاد 23 كوملة وإصابة أكثر من 60 آخرين.
في 20 يوليو 1988، تعرضت قرى سرو چاوه، سماقولي، گناو، شارستين، خطه، دراش، باليسان، نازنين وگروان في محافظة أربيل للهجوم الكيميائي.
في 31 يوليو 1988، تعرضت قرى سماقولي، باليسان، هيران وگروان في محافظة أربيل للقصف الكيميائي، مما أدى إلى وفاة 5 أشخاص وإصابة عدد من الآخرين.
في 2 أغسطس 1988، تعرضت قرى آري، سيرو، زروا، هدن، ككله، خيرزوكا، خروان وبله في محافظة أربيل للقصف الكيميائي، مما أسفر عن استشهاد 6 مقاتلين وإصابة 117 شخصاً آخر من سكان هذه القرى.- في 24/8/1988، تم قصف جبل جارا وقرية زيويشكان في محافظة دهوك بالأسلحة الكيميائية، مما أدى إلى مقتل 10 من البيشمركة.
- في 25/8/1988، بدأت المرحلة الثامنة والأخيرة من عملية أنفال في محافظة دهوك، مع القصف الكيميائي في منطقة أميدي وبرواري بالا وقرى ورميلي، باپيري، جراجوفا، هيسي، إكمالا، أساهي، باز، ميسكا، توشمبيك وميرجا چيا، كأني بەلاف، برجيني، تويكا. في هذا الهجوم الكيميائي، توفي 75 شخصًا، وأصيب 75 آخرون.
- في 25/8/1988، في محافظة دهوك، تعرضت منطقة أميدي، الجزء العلوي من جبل گارا، وقرى (إكمالا، كري، بالتي، باواكا، بركاوري، گركا، كولينك، رادينيا، ساركي، زوكا، شيرانه، بلجاني، بانه) للقصف الكيميائي، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 40. في الغارة نفسها، تم تسوية أكثر من 46 قرية في منطقة أميدي مع الأرض.
- في 25/8/1988، في محافظة دهوك، منطقة أميدي وبرواري باين، تعرضت قرى اسبينداري وسواري للقصف الكيميائي.
- في 25/8/1988، تعرضت قرى كانيا، بسكة، أوكا وبيمنانش في محافظة دهوك في منطقة أميدي للقصف الكيميائي.
- في 25/8/1988، في محافظة دهوك، تعرضت قرى (بريسه، گزگيره، چمچالي، چمشرتي، چم رباطكي، ميروكي، بلمباس) للقصف الكيميائي، مما أدى إلى إصابة عدة أشخاص.
- في 25/8/1988، تعرضت قرى تويكا، بليجان وزرهوا في محافظة دهوك للقصف الكيميائي، مما أدى إلى مقتل 14 شخصًا وإصابة 15 آخرين.
- في 25/8/1988، تعرضت قرى برجيني، درگله شيخه، زينوا ودبانكه في محافظة دهوك للقصف الكيميائي، مما أدى إلى إصابة عدة أشخاص.
- في 25/8/1988، في محافظة أربيل، تعرضت المناطق (بروژ، بارزان، مزوري بالا) للقصف الكيميائي.
- في 25/8/1988، تعرضت قرى هيران ونازنين في محافظة أربيل للقصف الكيميائي، ولكن لا توجد معلومات عن حجم الأضرار.
- في 25/8/1988، تعرضت قرى خةتی و ورته للقصف الكيميائي لآخر مرة، ولم يُحَدَّد عدد الضحايا.
- في 26/8/1988، في محافظة دهوك (سري أميدي، اسبر، سينيا، نروا، خاراجل كوجرزكا، خراب، زوا، برچي، كاني، ديري، درجني، سيري، اسكيري، سركلي، فیرستك، چيارشك) كران تعرضت للقصف الكيميائي. عدد الضحايا غير معروف.
- في 27/8/1988، تم القصف الكيميائي في منطقة زي روشين في محافظة أربيل/مزوري بالا.
- في 28/8/1988، تعرضت قرى شيوي، هيتوت، كانيا بينك، باشي، سرني، جارا، جارو، باوانكه، زوا وگلي كوتكه في بادينان/نيروا وريكان للقصف الكيميائي، وعدد الضحايا غير معروف.
في 29/8/1988، في هجوم كيميائي على قريتي بازي وگلي بازي في منطقة برواري بالا في محافظة دهوك، قتل 2980 شخصًا وأصيب المئات.- في 29/8/1988، تعرضت قرية بانكه في محافظة دهوك للقصف الكيميائي، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1000 شخص وإصابة المئات.
بیانات و معلومات عن الهجوم الكيميائي في كردستان الشرقیة (إيران)
- في 3/9/1988، تعرضت قرية قلاجه في محافظة سنندج للقصف بغاز الخردل، مما أدى إلى وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة أكثر من 30 شخصًا.
- في 17/3/1988، نتيجة هجوم كيميائي على قرية نودشا في منطقة هورامان بمحافظة كرمانشاه، قتل 104 أشخاص، وأصيب أكثر من 700 شخص. كما تعرضت القرية للقصف الكيميائي للمرة الثانية في 24/3/1988 وللمرة الثالثة في 1/4/1988. قامت بعثة الأمم المتحدة بزيارة المدينة للتحقيق والتأكيد على استخدام أسلحة كيميائية بغاز الخردل.
- في 17/3/1988، قام النظام مجددا بشن هجوم كيميائي على قرى دارناخي، زكريا، والطريق بين دزلي وبيكاره في محافظة سنندج، وهو الطريق الرئيسي للاجئين من حلبجة وهورامان ومناطق أخرى. أصيب عدة أشخاص، واستشهد واحد.
في 22/3/1988، تعرضت قرى نزمارو بالك، وداكاشيخان بالقرب من مريوان للقصف الكيميائي، مما أدى إلى وفاة 300 شخص وإصابة المئات. دفن الموتى في مقبرة قرية تشور.- في 22/7/1988، وقع قصف كيميائي في منطقة دالاهو، قرية زردة التابعة لكرمانشاه، مما أدى إلى وفاة 320 شخصًا وإصابة حوالي 1000 شخص.